JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Startseite

قراءة في رواية من أجل أن تبقى

 الكتاب: من أجل أن تبقى

الكاتب: علي هيثم دحروج
عدد الصفحات: 136
دار النشر: ببلومانيا للنشر والتوزيع
سنة الإصدار:2021 مقال بقلم: سهير المصطفى


رواية خصبة بمشاعر الحب الرقيقة، ومشبعة بالألم، رواية تجمع رجل بامرأة جمعتهما علاقة لا اسم لها، كما لم يكن لها نهاية إلا على الورق، حينما قررت البطلة ختام أن تقتل ذاكرتها وتعلن تأبين حبيبها الذي عايشها طيفه في كل لحظة على الرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على الفراق، ذاك الفراق الذي جاء بعد لقاء وخطيئة وترك في أحشائها طفلاً هربت به من حلب إلى باريس لتُحافظ عليه وعلى ذكرى والده، وأحال علاقتها مع زوجها إلى جثة دون روح، لأن الروح سكنت في الأقصى حيث قرر لؤي الجهاد وترك محبوبته تنازع وحدتها وبعدها عن أهلها وغربتها..


لطالما الألم يجعل منا عظماء، وينحت من ذاكرتنا نصبًا تذكاريًا صلبًا يبقى أمامنا ليشعل لهيب كل لحظة عشناها بحلوها ومرها في زمن ولّى وأبى أن يُمحى.
أبدع الكاتب بل وأذهلني في براعته بتقمص دور فتاة والكتابة عن مشاعرها، مشاعر الحب والخذلان، وألم الفراق، بل وحتى برودة الحب من طرف الحبيب وكيف يكون وقعها على نفس الفتاة وما يتركه من أثر.
بدأ الرواية بزمنٍ حديث ليعود بنا إلى الوراء خمسة عشر عامًا يحكي فيها عن نموذج من عائلات حلب المحافظة ونظرتهم للفتاة، وخوفهم من انفتاحها إن ولجت إلى العالم الأكبر حيث الجامعة، والقيود التي فرضها المجتمع عليها لتبقى أسيرة بين جدران بيت الزوجية دون انفتاح خوفًا من أن تعتنق الحرية وتنجرف مع تيار الهوى..
لكن ختام كان لها حظًا حيث استطاعت إقناع والدها واخوتها لتلتحق بكلية الآداب حيث درست الأدب العربي لتكلل حلمها بالنجاح في أن تغدو كاتبة، هناك اجتمعت بلؤي وبدأت بينهما قصة دون عنوان حكم عليها لؤي بالإعدام حينما قرر الرحيل ولكن حبه المكتوم انفجر بركانه في لحظة الوداع لتقع الخطيئة..
النهاية أدهشتني فقد أبدع الكاتب في عنصر التشويق ولم أكن أتوقعها..
رواية جميلة ممتعة وشيقة بكل فصولها، سلسلة الكلمات والمعاني، استمتعت في قراءتها حتى أني أنهيتها في جلسة واحدة..
الحبكة محكمة ولكن فيها بعض الكبوات من حيث تقدير الزمن ولكن ذاك لا يؤثر بشكل كبير على سير الأحداث..
الرواية هي العمل الأول للكاتب وعمله الثاني إليكِ يا خيباتي.
كل التوفيق للكاتب علي هيثم دحروج أتمنى لك التوفيق والنجاح ومزيد من الأعمال الناجحة بإذن الله.)




NameE-MailNachricht