JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Accueil

قراءة في رواية قمر

 الرواية: قمر

اسم الكاتب: مصطفى المفتي
دار النشر: ببلومانيا للنشر والتوزيع
سنة الإصدار: ٢٠٢١

بعد فوز الكاتب بلقب كاتب الشهر في إحدى مسابقات دار النشر, الغلاف ورقي ملفت يعطي لمحة عن محتوى الرواية.

ابتدأ الكاتب بسرد حياة البطل في أحد أحياء محافظة #ديرالزور التي تحاذي الفرات، وطفولته بين أشجار الكينا. تحدث خلال بعض الصفحات عن ملخص للطبيعة السورية وبساطة العيش والعادات والتقاليد التي كان ينعم بها السكان تلك الفترة..
من بين حارات الطفولة ومقاعد الدراسة تنقّل الكاتب بطريقة مبدعة جذابة إلى العالم الأكبر حيث الجامعة وقصة حب يزن لسارة ذاك الحب الأوحد الذي عاهد البطل نفسه أن يكون خالدًا في قلبه.


وكأي شاب سيحلم باللقاء والارتباط بمن يحب، كان يزن يسعى جاهدًا لأن يظفر بسارة ولكن القدر لم يكتب له لقاءً، بل كان الفراق هو الحاضر بينما القلوب لم تفترق..
لم يكن ذاك الفراق ما حطم قلب يزن فقط، بل تزامن مع اشتعال شرارة الثورة التي التهمت بنيرانها كل المدن السورية دون رحمة، تغيّب يزن عن مشهد الحرب والقتال ليعاني من ظلمة الاعتقال سرد خلالها الكاتب ما عاناه أغلب الشباب السوري من همجية الاعتقال غير المبرر بذنب أو بدون ذنب لينشد قلبه الحرية بين القضبان وتعفن الجدران آملًا بلقاء أهله ومدينته، لكن الحرية التي نالها بعد قرابة العام كانت ترتدي ثوب الموت بجميع ألوانه ليفجع بفراق أقرب الناس إليه، وليس ذلك فحسب بل بدمار حي الطفولة واندثار الذكريات مع أصحابها..
أحداث حاسمة تشد القارئ ليجد نفسه مع البطل في كل موقف، ولسان حاله يقول: لقد عشت هذه الأيام بحذافيرها..
أحداث الرواية واقعية حصلت مع الكثيرين صوّر خلالها الكاتب واقع الحرب والنزوح الذي عاناه الشعب السوري ووقوعه بين حدي سكين، الشعب الذي ثار على الظلم والذي خرج من بين جموعه فصائل زادت الطين بلّة وبين الجيش الذي اتبع سياسة الأرض المحروقة دفاعًا عن نظام جائر.
فراق يزن عن سارة الذي دام لسنوات ينتهي بلقاء ولكنه كان مبتورًا كتلك النهايات التي تصادفنا في هذه الحياة الظالمة.
قبل فراقها تركت له قمرًا ربما ينير عتمته ويؤنس وحدته، وربما يُشعل نار الذكريات والأسى في قلبه كلما سألته تلك الطفلة: أين ماما؟
قمر حينما تصبح الميم هاء، حكاية قهر أصابت بلاد الياسمين، أبدع الكاتب في سرد الأحداث في كل الفصول ما جعلني أعيش الفرح والحزن والألم وكنت أسمع الصرخات من بين الكلمات..
الرواية خالية من الهفوات والكبوات، تمنيت لو كانت النهاية موسعة قليلاً وألا يقف عند ذاك الحد من السرد، ربما تعمد الكاتب ذلك، لأن الموت حينما يصيب ساكني القلوب تكون النهاية ومابعدها هي موتٌ على قيد الحياة.
ومن ناحية أخرى أعتقد أن لها جزءا آخر سنقرأه قريباً.
مع كل التوفيق والنجاح إن شاء الله للكاتب المبدع مصطفى المفتي وبانتظار أعمال جديدة.




NomE-mailMessage