JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

قراءة في رواية نطفة

بين حرب وحرب، بين فراق ولقاء، بين حرية وقيد، يخرج الأمل رغمًا عن أنف السجان.
بطريقة سردية أشبه برسالة طويلة يخطها بطل الرواية حمزة يخاطب بها محبوبته أسماء الذي بدأ بها محدثًا عن أيام لقائهما الأول والحب الكبير الذي نشب بينهما كنار تحيي لا تحرق، بأسمى كلمات الحب والغزل كان ينسج كلماته إليها ليخرج لنا بثوب زاهي ترتديه مشاعرنا.
الأساطير التي أغنت بداية رسالته سافرت بنا إلى عوالم من خيال ورؤية سحرية لأصل الأشياء كالحب الذي كان مفقودًا في الأرض وعثر عليه رجل الكهف في رحلته ليقول لنا بأن كل إنسان تقوده قدماه إلى أقداره، فأي قدر شاء لحمزة وأسماء بعدما خرج من باطن الأرض إلى ماوراء القضبان وكيف تسلل النور من الظلام رغم قيود السجان.
حكايات أصدقاء السجن التي رد بها على الشبهات بأجوبة طويلة تقنع العقل وتهذب النفس وترشدها إلى الصواب.
الحلم الذي نشب في قلب أسماء والجنون المباح ومشاعر الأمومة المكبلة في داخلها جعلتها عازمة على السير في طريق مقاومة جديد لتحرر أحد أبنائها من براثن القيد وتخط قدرها في أن تحمل بين أحشائها ثمرة حبها لحمزة حتى ولو قيدو الشجرة فجذورها تمتد حرة في باطن الأرض التي نشأت منها ولا مستحيل مع الإرادة فكان لها ما عزمت عليه.
ولد الأمل الذي أطلقوه على ابنتيهما لتبصر النور في مدينة ليست ككل المدن، جميلة حزينة، قوية مكابرة، في غفلة عن أعين السجان الذي لم يستطع التعبير عن سخطه بهذا الأمر إلا بالصمت، فالحياة مع من يرغبها لا مع من يمنعها.
أبدع الكاتب في خط سطور رسالته لتحال إلى حكاية جعلتنا نشاطر أبطالها مشاعرهم وظروفهم وأملهم الذي أثلج قلوبنا بتحقيقه.
اخترق الكاتب حدود المنطق في تلك الفكرة المجنونة ووضع أمامنا أبطالًا مثاليين في كل شيء في مشاعرهم وتصرفاتهم وأفكارهم، فالإنسان مهما بلغ درجات الكمال، فهو يغضب ويخطئ كما يفرح ويصيب، فالخطأ والغضب لم يتصف بهما بطلي الرواية.
كما أن فكرة تهريب نطفة من السجن لعروسين صغيرين في السن ليست مقنعة تمامًا، فيما لو أن البطل كان محكوم عليه بالسجن المؤبد أو بالإعدام ومرت سنوات طويلة على زواجه وواجه الصعوبات في تحرير تلك النطفة إلى الخارج لامتلأت الرواية بالتشويق والإثارة.
الرواية موسوعة لغوية وفكرية خفيفة هانئة على القلوب كما كل أعمال الكاتب الشاب أدهم الشرقاوي..

author-img

سهير محمد خير المصطفى

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة