JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Accueil

قراءة في رواية هاموني

 عنوان الرواية: هارموني

الكاتبة: قمر الخطيب
عدد الصفحات:143
دار النشر: ببلومانيا للنشر والتوزيع
سنة الإصدار: 2021
حُذِرتُ من قراءة هذه الرواية إن كنت من ذوي القلوب الكئيبة، ولأني كنت منذ مدة كذلك، ربطتُ حزام الصبر على قلبي وسافرت بين سطورها، تارةً كنت أبتسم وتارةً أخرى أصطدم بمطبات ألم وأصاب بحوادث حزن، أتوقف بعدها عن القراءة حتى أستعيد بعضًا من العافية.
ولأن الحوادث كَثُرت عزمت على متابعة المغامرة في صفحاتها الشيقة وإن غلبتني الدموع، حتى وصلت إلى نهايتها مليئةً بالندوب والأسى على بطلة الرواية سلام.


ياسمينة دمشقية ناصعة البيضاء، قُطفت منذ أن أينعت وتفتحت أوراقها، لينعشها الحب مبكرًا في بيت زوجها حمزة الذي كان سندًا لها بعد والديها، أمسك بيدها وانطلقا في خضم هذه الحياة التي لم تعطيهما كلّ شيء، فسلبت منهما حلمهما في رؤية ثمرة زواجهما.
إلى أن اندلعت الحرب بكل شراستها والتي حينما تحل لا تبقِ ولا تذر.
فكان على سلام أن تتذوق مرّ الحرمان مبكرًا بفقدها لزوجها وترتدي لقب أرملة كما ارتدت السواد.
رحى الحرب تدور وتدور وتطحن في طريقها كل شيء، تُزهق الأرواح على عجل، وتتغير خارطة طريق المستقبل الذي لم يعد واضح الملامح إلا أن تمر الأيام بها عسى أن يكون لها نصيبٌ من اسمها، ولكن!!
السلام الكامن في قلبها جعلها تتخطى أسوأ الظروف وأن تقف بصلابة أمام ظلم زوجها الثاني الذي كان يجلدها بمعاملته النرجسية على ذنب لم تقترفه، فحملت على عاتقها أوجاع الحياة والغربة في وطنها بعد لجوء أهلها إلى مصر، حتى يأذن الله لها الخلاص من قيد جلادها وتعود حرّة مع كثير من الكسور في قلبها.
القدر يخبئ لها الكثير في جعبته، وما إن تتجاوز مصيبة ما حتى يفاجئها بأخرى أشد حتى قبل أن تتعافى.
والمصائب التي حلت بها في بداية حياتها ليست بذاك السوء لأن الأسوأ كان بانتظارها.
لن أكمل بباقي الأحداث كي لا أفشي كل أسرار سلام، وأدع للقارئ فرصة أن يطرق باب الرواية وتستضيفه سلام التي ستكرم ضيافته بكثير من الدموع، ويعيش بنفسه الأحداث التي أدهشتني وآلمتني ووقفت أمامها مذهولة، وتساءلت كيف لفتاة بعمر الزهور أن تتحمل كل هذه العواصف التي لم ترأف بهشاشتها، وتقف شامخة أمامها وتخرج لنا امرأة ناجحة قد ترجمت مشاعرها على الورق وخرجت لنا برواية عنوانها هارموني.
أبدعت الكاتبة في أن تترجم المشاعر ليعيشها القارئ بحذافيرها، بكل التفاصيل التي ازدحمت بها الصفحات، رواية غنية بمشاعر الحزن والفرح والمغامرة ولكن اليأس لم يكن يعرف طريقه إلى قلب سلام.
لا أستطيع بكل هذه الكلمات أن أفي الرواية حقها ولأول مرة أقرأ رواية وأقف عاجزة عن الحديث عنها في عدة سطور.
رواية تعج بالأحداث التي تقطع الأنفاس، الرواية ليست من نسج الخيال بل من واقع مُعاش لذلك كان وقعها على نفسي مختلفًا.
سلام نموذج للمرأة العربية التي كبلتها العادات والتقاليد بقيودها وأثقلت كاهلها الحرب بأكثر مما تحتمل ثم جاء الوباء الذي كان الضربة القاضية لما تبقى لها من أمل في الحياة..




NomE-mailMessage