JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الحبيب اللدود


جئتني في وقت عابر، في غفلة العمر المنسي.
كسحابة صيف مثقلة بالمطر، كنت محملًا بالحب والخديعة.
وعلقت بك، كشرنقة نسجت غزلها على نبتة فينوس برية، أغراها اليخضور المتكامل في عروقها ولم تلحظ الأنياب المكشرة في الفم الجائع لقلب امرأة.
اتبعتك كمدمنة أفيون اهترأ جلدها، تلوح لي بالسمّ من مغاور عشقك المجهول..
أنتظر الصباح كزهرة عباد شمس فتنها شعاعك، لألاحق طيفك البعيد الغامض في أفق وجودك السرمدي، دون أن تلحظ لهفتي وجوعي لكسرة حب جافة ترميها لي على عجل، ثم تختفي دون سابق إنذار.
يا غريبي القريب، يا عدوي الحبيب.
كانت الأيام تطحن عظامي في غيابك اللامبرر، أقف بجسدي المتهالك آتيك بكل ما أوتيت من فزع..
ذاك الفزع الذي يعلق بحنجرتي كلما انتظرت طيفك، خشية أن لن تعود..
يرتجف صوتي عبر الأسلاك اللامرئية لمشاعرك الوهمية، وأحلق فوق القارات اللاوجودية أعانق ظلّك بشغف امرأة ثَمَلها الشهد في عينيك العسلية..
أشكو إليك مرارة الوقت الذي أبتلعه عنوةً في غيابك، فتطفئ شوقي بصقيع ردك..
في كل لقاء تمنحني إياه صدقةً من وقتك الفائض، ينغرس في أحشاء قلبي أجنة الشوق التي تكبر على عجل..
يأتي المخاض عسيرًا لألد خيبات ونكبات، انهيار وانكسار، دموع وانتظار، إرهاق وأنين...
يا شغفي، يا خيبتي، يا طول انتظاري..
انطفأ جليدي المشتعل في جزيرة الغياب، ليتجمد جمر عشقك المنصهر في قطب اللقاء المستحيل...
يا حبيبي اللدود...
إن تاهت بك بوصلة الغرور، وأضاعتك سفينة الأيام.
إن لم تجد قلبًا يأويك بكل ما تملكه من سوء، هاك قلبي بانتظارك وإن لم يتبق منه سوى الرماد..

من كتاب قيد الحواس
author-img

سهير محمد خير المصطفى

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة